اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 145
فإنه
سيتعامل مع أهله بحسب تعاملهم معه، (فيقتل بعضهم فهم الهالكون، ويعذب بعضهم مدة
ولا يقتلهم فهم المعذبون، ويخلى بعضهم فهم الناجون، ويخلع على بعضهم فهم الفائزون)
[1]
وبناء
على ذلك، فإن المراتب الكبرى لأهل البرزخ، بحسب رؤية الغزالي، أربعة: الهالكون،
والمعذبون، والناجون، والفائزون.
ولكل
مرتبة الأعمال التي تتعلق بها، (فإن كان الملك عادلا، لم يقسمهم كذلك إلا
باستحقاق، فلا يقتل إلا جاحدا لاستحقاق الملك، معاندا له في أصل الدولة.. ولا يعذب
إلا من قصر في خدمته مع الاعتراف بملكه وعلو درجته.. ولا يخلى إلا معترفا له برتبة
الملك، لكنه لم يقصر ليعذب ولم يخدم ليخلع عليه.. ولا يخلع إلا على من أبلى عمره
في الخدمة والنصرة، ثم ينبغي أن تكون خلع الفائزين متفاوتة الدرجات بحسب درجاتهم
في الخدمة، وإهلاك الهالكين إما تحقيقا بحز الرقبة، أو تنكيلا بالمثلة، بحسب درجاتهم
في المعاندة، وتعذيب المعذبين في الخفة، والشدة، وطول المدة وقصرها، واتحاد
أنواعها واختلافها، بحسب درجات تقصيرهم فتنقسم كل رتبة من هذه الرتب إلى درجات لا
تحصى ولا تنحصر)[2]
وبناء
على هذا، فإن (الناس في الآخرة هكذا يتفاوتون. فمن هالك، ومن معذب مدة، ومن ناج
يحل في دار السلامة، ومن فائز.. والفائزون ينقسمون إلى من يحلون في جنات عدن، أو
جنات المأوى أو جنات الفردوس.. والمعذبون ينقسمون إلى من يعذب قليلا، وإلى من يعذب
ألف سنة إلى سبعة آلاف سنة.. وكذلك الهالكون الآيسون من رحمة الله تتفاوت