responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 144

الذي كنت تتولاّه، ثمّ عن عمرك فيما أفنيته؟ ومالك من أين اكتسبته وفيما أتلفته؟ فخذ حذرك وانظر لنفسك)[1]

بناء على هذه الأسئلة وغيرها يميز بين الموتى، فمنهم من يكون في مرتبة الفائزين، ومنهم من يكون في مرتبة الهالكين، ومنهم من يكون في مرتبة الناجين، وهكذا.. مثلما يحصل في الامتحانات البشرية التمييز بين الممتحنين.

وقد ضرب الغزالي لذلك مثلا مقربا، وذلك عند حديثه عن [كيفية توزع الدرجات والدركات في الآخرة على الحسنات والسيئات في الدنيا]، قال في مقدمته: (اعلم أن الدنيا من عالم الملك والشهادة، والآخرة من عالم الغيب والملكوت. وأعنى بالدنيا حالتك قبل الموت، وبالآخرة حالتك بعد الموت. فدنياك وآخرتك صفاتك وأحوالك يسمى القريب الداني منها دنيا، والمتأخر آخرة. ونحن الآن نتكلم من الدنيا في الآخرة فإنا الآن نتكلم في الدنيا وهو عالم الملك، وغرضنا شرح الآخرة وهي عالم الملكوت)[2]

ثم بين أنه لا (يتصور شرح عالم الملكوت في عالم الملك إلا بضرب الأمثال.. وهذا لأن عالم الملك نوم بالإضافة إلى عالم الملكوت.. وما سيكون في اليقظة لا يتبين لك في النوم، إلا الأمثال المحجوبة إلى التعبير، فكذلك ما سيكون في يقظة الآخرة لا يتبين في نوم الدنيا إلا في كثرة الأمثال. وأعنى بكثرة الأمثال ما تعرفه من علم التعبير) [3]

وبناء على هذا ذكر أنه لا يمكن (تعريف توزع الدرجات والدركات على الحسنات والسيئات، إلا بضرب المثال)

والمثال الذي ذكره هو أنه في حال استيلاء ملك من الملوك على إقليم من الأقاليم؛


[1] بحار الأنوار: 6 / 223.

[2] إحياء علوم الدين (4/ 23)

[3] المرجع السابق، (4/ 23)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست