اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 104
الفصل الثاني
البرزخ.. وتجليات الحقائق
بعد أن
عرفنا اتفاق العقلاء والعلماء والأديان والفطر السليمة التي لم تدنس بالفلسفات المادية
على أن سر الإنسان وحقيقته لن تفنى بموته، يتوقف العقل والعلم والفطر عن معرفة ما
سيحصل بالضبط لذلك العقل أو تلك الروح التي لم يحصل لها ما حصل لجسدها الذي كانت
تمتطيه.
وذلك
لأن الإنسان في تلك المرحلة لم يعد محكوما بالقوانين التي تحكم هذا العالم، وإنما
انتقل إلى عالم آخر له قوانينه الخاصة به، والتي لا يمكن للعقل أو العلم المجرد أن
يكتشفها بأي سبيل من السبل.
ولهذا
كان الملجأ الوحيد للتعرف على ذلك العالم هو الدين باعتباره النافذة التي يطل منها
الإنسان على عالم الغيب، أو باعتباره المصدر الذي يبين حقائق الوجود التي لا يمكن
للعقل المجرد أن يكتشفها.
ولهذا
يطلق علماء العقائد على المباحث المرتبطة بهذا الجانب [السمعيات]، أي أن المصدر
فيها هو النص الذي نسمعه من النبي، والذي ينقله عن ربه.
وليس
في كونها [سمعيات] أي غضاضة، أو منافاة للعقل كما يدعي أصحاب الفلسفات المادية..
ذلك أننا لا نسلم بما نسمعه من النبي إلا بعد أن تثبت نبوته بالدلائل الكثيرة،
والتي يسلم لها العقل، ويقر بها، ولا يجد مفرا منها.. وأكبر دليل على ذلك هو تسليم
أصحاب العقول الكبيرة من آلاف الفلاسفة والعلماء للنبي.. وهم لم يسلموا له إلا بعد
أن ثبتت لهم نبوته.
وهكذا
بالنسبة للأصل الأول في العقائد، والذي يطلق عليه [الإلهيات]، فهي أيضا
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 104