responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 105

لم يسلم لها إلا بعد ثبوتها بالدليل العقلي، والدليل على ذلك أن كبار الفلاسفة ممن لم يؤمنوا بالأديان، أو لم يعرفوا الأديان يسلمون بوجود الله، وبالكثير من صفاته.

وكمثال يقرب ذلك، ويبين مدى معقوليته، أنه لو ثبت علميا أن هناك حياة في كوكب ما؛ فإن العلم لا يستطيع أن يتنبأ بنوع تلك الحياة، ولا تفاصيل أسرارها، ولا القوانين التي تحكمها.

لكنه إن تمكن من أن يرسل بعض رواد الفضاء، ليذهب لذلك الكوكب، ويكتشف أسراره، فإنه سيقبل كل ما جاء به، مع أنه لم يصل إلى تلك المعارف إلا عن طريق السمع المجرد.. ذلك أنه لا يمكن لكل الناس أن يرحلوا لذلك الكوكب.

وما لنا نذهب بعيدا.. فأكثر معارفنا مبنية على السماع، والثقة في الذين نسمع منهم، حتى لو لم يثبت لنا صدق ما ذكروه، أو لم نستطع تحليله في المخابر.

وأكبر دليل على ذلك أن كل علم التاريخ مبني على هذا، فلو لم نثق في المؤرخين الذين سجلوا الأحداث، لزال علم التاريخ.

وهكذا لو لم نثق في وكالات الفضاء، لما سلمنا بتلك المجرات والكواكب التي تذكرها، لأنه يمكن لأي شخص، وببرامج بسيطة أن ينشئ أي صورة شاء، أو أي فلم أراد.

وهكذا الأمر بالنسبة للمؤمنين الذين تواترت لديهم الأدلة على صدق الرسل عليهم السلام، ولذلك يسلمون لهم، ولكل ما جاءوا به، وخاصة مع عدم تنافره مع العقل، بل توافقه التام معه، ومع جميع القيم النبيلة، ذلك أن لتلك الحقائق المرتبطة بالبرزخ آثارها الكبيرة في السلوك والأخلاق والراحة النفسية، ولذلك كان البحث فيها مجديا ونافعا من كل الجوانب، على عكس ما يذكره أولئك الماديون الذين يتوهمون البحث فيما بعد الموت صارفا عن شؤون الحياة.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست