اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 27
دجل
سألتني بني عن الدجال الذي حذر منه كل الأنبياء.. وعن
زمانه، وعن الخوارق التي يأتي بها، والبشر الذين يضلهم.
وأنا لا أدعوك
لتكف عن سؤالك عنه، ولا لترك الحذر منه، فمعاذ الله أن أتجرأ؛ فأعقب على ما ذكروه،
أو أهون منه، أو أحقر من شأنك.
ولكني أنبئك بأن
أولئك الأنبياء الذين حذروك من الدجال، الذي قد يدركك زمانه، وقد لا يدركك، حذروك
أيضا من دجالين كثيرين لا يخلو منهم عصر من العصور[1] ..
ولذلك كان الأهم
من السؤال عن الدجال وزمانه والخوارق التي يأتي بها، السؤال عن المسالك التي يسلك
بها أولئك الدجالون الكثيرون إلى قلبك ودينك، ليبعدوك عن ربك، وعن حقيقتك.
فاسمع ـ بني ـ لتحذيراتي..
فأنا لم أقلها من عند نفسي، وإنما سمعتها من كلمات الأنبياء والصديقين .. وقرأتها
في كلمات ربي المقدسة التي امتلأت بالتحذير منهم، ومن فتنهم.
اسمع يا بني .. إن
أول الدجالين، وأخطرهم ذلك الذي يشوه الله في عقلك وقلبك، ويملؤك بالخيالات
الفاسدة، فتتوهم الله جرما من الأجرام، أو وثنا من الأوثان.. فتقع في الشرك..
فالله لا تحده الحدود، ولا يحل في مكان، ولا يشبه خلقه
[1]
من الأمثلة على ذلك ما ورد في الحديث من قوله a: (لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما
واحدة ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول
الله) (رواه البخاري 3609، ومسلم 157، وأبو داود 4333، والترمذي 2218، وأحمد 7187)
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 27