اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 28
بأي وجه من الوجوه.
وقد روي أن بعض
الصديقين ذكر له بعض ما يقوله الدجالون الذين يتبعون المتشابه، وينشرون الوثنية في
أمة رسول الله a، فقال: (سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا
هو، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾
[الشورى: 11] ،لا يحد ولا يحس ولا يجس ولا تدركه الأبصار ولا الحواس ولا يحيط به شيء
ولا جسم ولا صورة ولا تخطيط ولا تحديد)[1]
وقال: (إن الله تعالى لا يشبهه شيء، أي فحشٍ أو خنى أعظمُ من قولٍ من يصف
خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد وأعضاء، تعالى الله عن ذلك علواً
كبيراً)[2]
ولذلك احذر بني
من هؤلاء.. واعتصم بكتاب الله، فقد تجلى الله تعالى لخلقه في كتابه ليعرفوه.. ولا
تبحث عن معرفة الذات، فإنك لن تقدر قدرها.. واكتف بما ذكره ربك من أسمائه الحسنى،
وصفاته العليا، ففيها الغنى والكفاية.
ولا تبحث ـ بني
ـ عن تلك الأسرار التي لا يطيقها عقلك، فأنت لم تنزل في هذه الدنيا، لتبحث عن
أسرار ربك، وإنما نزلت إليها لتطهر نفسك، وتملأها بالأخلاق الرفيعة.. فإذا ما
تطهرت، وارتقت، صارت قابلة لتنزل الحقائق من غير جهد منك، فمعرفة الله هبة إلهية،
لا تحل إلا في القلوب الطاهرة الممتلئة بالصدق والإخلاص.
واحذر ـ بني ـ بعد
هذا من أولئك الدجالين الذين يدعونك لترك العمل، ويملأونك بالأمان الكاذب، فالله
تعالى نهانا أن نتعدى حدوده، أو نقصر في تنفيذ