responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 137

لقد قال القرآن الكريم يصفه، ويصف معه جاهلية الحداثة التي لم تخرج عن جاهلية التفكير الأولى: { كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} [المدثر: 16 - 25]

إن هذه الآيات الكريمة ـ يا بني ـ لا تصف الوليد بن المغيرة فقط، ولا تصف تفكير المعاندين من قوم رسول الله a فقط، وإنما تصف كذلك ومعه كل المعاندين من أهل الجاهلية الأولى، أو الجاهلية الأخرى.

فأول صفات هؤلاء العناد.. الذي لا يبتغي صاحبه الحق، وإنما الجدال في الحق، حتى يصور الحقائق الظاهرة للعيان بالصور التي تتناسب معه، والتي يريدها، حتى لو جحدت كل شيء، لأن هدفه ليس الاستبصار، وإنما التضليل.. وليس الحقيقة، وإنما الهوى.

وقد أخبر الله تعالى أن من مقتضيات الابتلاء والاختبار الإلهي أن يمد لهذا العنيد كل الأسباب التي تمد عناده، وأن يعطى الحرية المطلقة ليقوم بدوره في التضليل، حتى يكون دوره كدور الشيطان الذي يميز به بين الطيبين والخبثاء، والمحقين والمبطلين.

إن آفة هؤلاء يا بني لا ترتبط بالعلم، ولا بالبحث، ولا بالحقيقة، وإنما ترتبط بالعناد.. فالحداثة التي ذكرتها لي ليس سوى المعاندة.. التي تجعلهم يتركون الحقيقة الواضحة، لكونها لم تصدر عنهم، وإنما صدرت عن غيرهم.. ولكونها صدرت بالشكل الذي لا يريدونه، وهم يريدون من الدين أن يكون وفق مرادهم، أو ألا يخرج عن مرادهم.

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست