responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 138

لقد قال المعاندون من القدامى ذلك، فقد حكى الله على ألسنتهم قولهم: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [الزخرف: 31]

وهكذا هؤلاء.. لكنهم بدل أن يقولوا قولة أهل الجاهلية الأولى، فيربطوا النبوة بأمكنة يختارونها، راحوا يربطون النبوة بأزمنة يختارونها.. ويتصورون أنه ـ حتى لو لم ينزل القرآن الكريم ـ في هذا العصر، فيمكن التحايل على ألفاظه لتحويلها إلى هذا العصر، لا بالأحكام والقيم التي جاء بها، وإنما بأحكام جديدة وقيم جديدة، تفرض عليه فرضا.

إن هؤلاء يا بني ليسوا سوى أفراد من أولئك الدجالين الذين أخبر رسول الله a عنهم، وحذر منهم، واعتبرهم فتنة للخلق يصرفونهم عن الحق.. وأن مثلهم لا يخلف عن ذلك السامري الذي راح يقوم بتحديثات في دين موسى عليه السلام، أو أولئك الأحبار والرهبان الذي راحوا يقيمون تحديثات على أديانهم لتتناسب مع أهوائهم.

ولذلك فإن هؤلاء ـ يا بني ـ لا علاقة لهم بالحداثة ولا بالعصر.. وإنما هم مرتبطون بأفكار ومناهج رددها أهل الجاهليات من قبلهم.. أما ذلك اللقب الذي نسبوه لأنفسهم، فهو مجرد حيلة يحتالون بها على العقول، كأولئك الذين يشربون الخمر، ويسمونها بغير اسمها.

والدليل على ذلك أنهم يطنبون في التحذير من التقليد، وهم مقلدون لأساتذتهم من أصحاب المدارس الغربية.. مع أنه كان في إمكانهم أن يستفيدوا من كل المدارس، لكنهم أبوا إلى التقليد.

وهم كذلك يطنبون في رمي العلماء والفقهاء والمفسرين بالبلادة، وأنهم لم يقدموا لعصورهم أي خدمات علمية، وينسون أنهم يرمونهم بالحجارة، مع أن بنيانهم

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست