responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 136

وقد تألمت ـ يا بني ـ كثيرا لما ذكرت لي، وتأسفت عليه، لكني لم أتأسف على القرآن الكريم، ولا على النبوة؛ فهما لا يزالان في محلهما المقدس، ولو اجتمع الخلق جميعا، أولهم وآخرهم على أن يزيلوا حرفا واحدة عن قداستهما ما أطاقوا، وقد قال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [التوبة: 32]

ولكني أحزن على أولئك الذين يقولون هذا، ويفعلونه.. فهم في عيني لا يختلفون عن الوليد بن المغيرة، ذلك الذي عرف عظمة القرآن، وعرف من خلالها النبوة، وعرف من خلالهما المصدر المقدس لهما.. لكنه خشية على مشروعه الجاهلي، والذي كان هو رئيسه ومرجعه، راح يعتبره سحرا مأثورا.. وليس حقائق مطلقة.

وهؤلاء الذي ذكرتهم ممن تسميهم [حداثيين] يقولون هذا، ويفعلونه.. فهم يعتبرون القرآن الكريم مجرد أخيلة، يتاح لكل شخص أن يتخيلها كما يشاء، ويتلاعب بصورها كما يحلو له.. فيفهم من الدين ما لم يقل به أحد.

ولذلك فإن القرآن الكريم اعتبر سلوك الوليد بن المغيرة نوعا من التفكير.. لكنه ليس تفكيرا حرا نزيها، وإنما هو تفكير مقيد بالمصلحة، ومغلول بالهوى، ولذلك لم يترك لنتائج تفكيره أن تصب في محلها الصحيح، وإنما تدخل، وراح يقدر ما هو المتناسب معها..

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست