responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 39

وعندما سألته عن سر ما حصل لفرعون ومن معه من المصريين من الهلاك، أجابني: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً } [الحاقة: 9، 10]

وعندما سألته عن سر ما حصل لسبأ، وتفرقها في الأرض شذر مذر، وتحولها من النعيم إلى البلاء، ومن السعادة إلى الشقاء، أجابني بأنه لا علاقة لكل ما حصل لهم بالعين، وإنما هي أعمالهم التي عبر عنها الله تعالى بقوله: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ } [سبأ: 15 - 17]

وهكذا رحت أسأله عن كل مصيبة حصلت، وكل بلاء تنزل، ولم يجبني في واحدة منها بعلاقة العين بذلك، ولذلك لا يمكنني أن أترك هذه الإجابات القرآنية الصريحة الواضحة، وأستمع إلى إجابتك.

قد تتهمني ـ أيها الرفيق العزيز ـ بإنكار السنة، أو بضرب السنة بالقرآن، ومعاذ الله؛ فأنا أضعف من أن أنكر سنة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وأنا لم أقل لك أبدا: إن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لم يذكر تلك الأحاديث التي رويتها؛ فليس لدي من علم الرجال والجرح والتعديل ما يؤهلني لإنكار ذلك، ولكني عجبت من تركك للواضحات القطعيات المتفق عليها، وذهابك للظنيات المختلف فيها.

وأنا لا أقصد ـ كما قد تتوهم أيها الرفيق العزيز ـ بالظنيات تلك الأحاديث التي ذكرتها، وإنما أقصد تصورك وتوهمك أن سبب ما حصل لك من بلاء هو عيون الناس المسلطة عليك؛ فذلك في أحسن أحواله تهمة تحتاج إلى دليل، ولا يمكن لذلك الراقي

اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست