المسكين،
الممتلئ بكل أنواع الضعف والقصور أن يشق على قلوب الناس، أو يطلع على اللوح
المحفوظ ليخبرك أن ما حصل لك سببه العين.
فلذلك دع الخلق
للخالق، وانشغل بنفسك، وبالبحث في سجلات أعمالك؛ فلعلك تبصر الفيروس الذي دمر
حياتك، أو المغناطيس الذي جلب ذلك البلاء إليك، لتواجه الحقيقة التي تحاول
إخفاءها، ويعينك دجاجلة الرقاة على ذلك.
ولا بأس ـ أيها
الرفيق العزيز ـ إن كنت صاحب حيطة ونظر أن تعتبر العين سببا من أسباب ما حصل لك،
مع الأسباب التي ذكرها القرآن الكريم، لكن إياك أن تعتبرها السبب الوحيد، وإياك أن
تتهم أحدا بها، حتى لا تقع في الظلم والجور وسوء الظن.
وفي هذه الحالة
لست في حاجة لإحضار الرقاة، ولا الحديث عما أصابك في المنتديات، بل يكفي أن ترفع
يديك إلى الله ليكف بلاء العين عنك، ويمكنك لذلك أن تستعيذ بكل أنواع الاستعاذة
الواردة في النصوص المقدسة، وأن توقن بعدها بأن الله قد رد عنك كل أسباب البلاء من
تلك الجهة التي كنت تتوهمها، ولم يبق إلا الجهة التي سُلمت لك مفاتيحها؛ فكنت أنت
أميرها وحامي ثغرها.
أيها الرفيق
العزيز.. هذه نصيحتي إليك، ولنفسي، حتى نواجه المشاكل وأنواع البلاء بما تتطلبه من
حلول معقولة ومنطقية، وليس بالهرب منها إلى أهوائنا، والشياطين الذين يزينون لنا
أعمالنا، ثم يرمون كل تلك الرسائل الربانية التي يرسلها الله إلينا لينبهنا من
غفلتنا، ويعيدنا إلى سراطه المستقيم.