responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38

بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ} [الأعراف: 100]

وعندما سألته عن سر ما حصل لقارون ذلك الغني المترف الذي آتاه الله { مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} [القصص: 76]، لم يذكر لي عيون المؤمنين، ولا عيون الكافرين، وإنما ذكر لي كبرياءه وفخره وخيلاءه، والذي جعله يسكن باطن الأرض، بعد أن تكبر على ظاهرها.

وعندما سألته عن سر تلك المصائب التي حصلت لصاحب الجنتين الممتلئتين بكل أصناف الثمار والجمال، لم يذكر لي صاحبه المؤمن الذي كان يحاوره، وإنما ذكر لي طغيانه وتأليه على الله، وإعجابه بنفسه وببساتينه؛ فلم تكن عين المؤمن هي التي أصابته، وإنما كانت عينه الشرهة للدنيا المتثاقلة إليها هي السبب، وقد عبر هو نفسه عن ذلك حين { أَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا } [الكهف: 42]

وعندما سألته عن سر ما حصل لأصحاب الجنة، تلك التي { طَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20)} [القلم: 19، 20] أجابني بأنهم رغم أخطائهم الكبيرة التي وقعوا فيها، لم ينسبوا الأمر للعين، وإنما نسبوه لأنفسهم، وقالوا ـ بعد أن قرأوا رسالة الله لهم ـ:{ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32)} [القلم: 31، 32]

وعندما سألته عن سر ما حصل لثمود وعاد تلك القبائل البائدة، أجابني بأنه لا علاقة لكل ما حصل لهم بالعين، بل هي أعمالهم التي عبر عنها الله تعالى بقوله: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) } [الحاقة: 4 - 8]

اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست