فسألتك: أشتمهم أم أمدحهم؟
فأجبتني: لا أقول ما لا أعلم إنما استحفظت أمر نفسي.
فسألتك: فلأيهم أعجب إليك؟
فأجبتني: أرضاهم لخالقي.
فسألتك: فأيهم أرضى للخالق؟
فأجبتني: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم.
فسألتك: فأي رجل أنا يوم القيامة؟
فأجبتني: أنا أهون على الله من أن يطلعني على الغيب.
فسألتك: أبيت أن تصدقني؟
فأجبتني: بل لم أرد أن أكذبك.
عندها نفذ صبري منك، فصحت فيك: ويلك يا سعيد.
فرددت بثبات: الويل لمن زحزح عن الجنة، وأدخل النار.
حينها عبثت بعصا كانت في يدي، وقلت ساخراً: اختر لنفسك يا سعيد أي قتلة تريد أن أقتلك!
فرددت علي بكل برودة: اختر أنت لنفسك، فوالله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة.
أردت أن أذلك وأهينك وأعبث بكرامتك، فقلت: أفتريد أن أعفو عنك؟
لكنك فطنت لمرادي، ورحت تحطم كبريائي، وتقول: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر.
حينها ضقت ذرعا منك، ومن سهامك التي كنت تصوبها إلى قلبي، فصحت في زبانيتي: اذهبوا به فاقتلوه.