اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 58
لكنك لم تأبه، بل ابتسمت .. بل رحت تضحك ساخرا مني،
فسألتك عن سر ضحكتك، فأجبتني: عجبت من جرأتك على الله، وحلم الله عليك.
حينها أمرت بالنطع
فبسط، وطلبت أن تقتل أمامي، فرحت تقول: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً
مسلماً، وما أنا من المشركين.
فصحت في
زبانيتي: اصرفوه عن القبلة.
فصرفوك عنها،
لكنك قلت بكل برودة: فأينما تولوا فثم وجه الله.
فصرخ في زبانيتي:
كبوه على وجهه.
فرحت تبتسم،
وتقول: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.
حينها طلبت
منهم أن يذبحوك بكل برودة، فرحت تقول: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، وأن محمد عبده ورسوله خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة.. اللهم لا
تسلطه على أحد يقتله بعدي.
وذبحوك من الوريد
الى الوريد .. وأنت تذكر الله.
هل تحسب أنني
ارتحت بعدك.. كلا.. فقد أمضيت ما بقي من أيام معدودة من عمري، وأنا أتعذب، وأصيح
كل حين: مالي ولسعيد بن جبير؟
وكنت تأتيني
في الكوابيس تأخذ بمجامع ثوبي، وتقول: يا عدو الله! فيم قتلتني؟
وهكذا بقيت
تلازمني إلى يومي هذا.. فالويل لي منك..
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 58