responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 56

في كل حين يظهر فيه هؤلاء الشباب المنورين بنور الإيمان يستعيد ذكرياته مع سعيد، ويخاطبه وهو في غاية الألم والأسف والندم.

فجأة سمعت الحجاج بصوته المزعج يردد بينه وبين نفسه كالمجنون: ويلي منك يا سعيد بن جبير.. ألا تكف عن تعذيبي؟.. لقد قضيت حياتي كلها آلاما بسببك.. بل ظلت صورتك تعذبني إلى آخر لحظة من حياتي.

أذكر جيدا حين أتاني زبانيتي بك، فسألتك عن اسمك، فقلت لي: سعيد بن جبير.

فرددت عليك باستكبار واستعلاء: بل أنت شقي بن كسير.

فابتسمت ابتسامة قاتلة، وقلت: بل كانت أمي أعلم باسمي منك.

حينها انتفخت أوداجي، وصحت غاضبا: شقيت أمك، وشقيت أنت.

فرددت علي بكل برودة: الغيب يعلمه غيرك.

حينها تصورت أنني أهنت أعظم إهانة، فصحت فيك: لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى.

لكنك لم تأبه لتهديدي، وقلت: لوعلمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها.

رحت بعدها أمتحنك بما كنت أمتحن به من أشاء تعذيبهم فسألتك:: ما قولك في محمد؟

فأجبتني: نبي الرحمة، وإمام الهدى.

فسألتك عن خصمي اللدود الإمام علي، وقلت: فما قولك في «علي) أهو في الجنة أم هو في النار؟

فأجبتني: لو دخلتها، وعرفت من فيها عرفت أهلها، فما سؤالك عن غيب حفظ الحجاب؟!

فسألتك: فما قولك في الخلفاء؟

فأجبتني: لست عليهم بوكيل كل امرئ بما كسب رهين.

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست