responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38

العدالة.. فإن نصرته، فقد نصرت الحسين.. وإن خذلته فقد خذلت الحسين.

رأيت شابا من خلال المرآة ينظر إلينا، وكأنه يتحدث معنا، لكني لم أطق أن أسمع صوته، ولا أن أفهم مراده.. لكن صاحبي معلم السلام راح يجيبه بلغة لم أفهمها، وبإشارات لم أعرف مقاصده منها.

سألته عن أمرهما، فقال لي: هذا أنس بن الحرث الأسدي الكاهلي ، وقد رزق فضل الصحبتين صحبة رسول الله a .. وصحبة آل بيته الطاهرين.. وكان من الذين كرمهم الله بالشهادة مع الإمام الحسين.. وقد كان مما رواه من الحديث قوله: سمعت رسول الله a يقول ـ والحسين بن علي في حجره ـ: (إنّ ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق ألا فمن شهده فلينصره)[1]

وقد كان من جملة حديثي معه أن سألته عن سر نصرته للحسين، فأخبرني بهذا الحديث..

قلت: من رزق الصحبتين ينبغي أن لا يكون إلا شيخا كبيرا، فكيف أراه شابا يافعا؟

قال: أنسيت أن الشيخوخة والهرم لا ترتبط إلا بحياتكم الدنيا.. أنسيت أن الشيخوخة قد تمتد للجسد فتضعفه لكنها لن تمتد أبدا للروح إلا إذا استسلمت الروح للجسد.

قلت: صدقت في هذا.. وقد أقام علينا هذا الشيخ الجليل الحجة، حتى لا نحتج بشيخوختنا عن مواجهة الباطل، أو الوقوف مع الحق.

رأيت شابا آخر، جرى بينهما من الحديث ما جرى مع الأول، فسألته عنه، فقال لي: هذا حبيب بن مظاهر الأسدي.. وقد رزق مثل صاحبه فضل الصحبتين [2] .. وقد روي أن ميثم التمّار مر على فرس له فاستقبله حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد فتحادثا


[1] أسد الغابة : 1 / 123، الإصابة : 1 / 68.

[2] جمهرة النسب : 1 / 241..

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست