اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 37
بينما نحن كذلك إذ نزلت مرآة من السماء في منتهى
الدقة والجمال، وقد صورت فيها الجنة بقصورها وأنهارها.. ثم ظهر في المرآة شباب لا
يقلون عنها جمالا وعذوبة ورقة.. ثم سمعت بعدها أصواتا تصيح من الألم، فالتفت
إليها، فإذا بيزيد وكثير ممن حشر معه، يصرخون، وكأن عذابا شديدا سلط عليهم، يرونه
ولا أراه.
سألت صاحبي
معلم السلام عن أولئك الشباب، وسر تألم يزيد لمرآهم، فقال لي: نحن نطلق عليهم لقب
[الحسينيين]
قلت: هل تقصد
أولئك الذين ساندوا الحسين ووقفوا معه في تلك الأيام الصعبة.. وقد أثنى عليهم لأجل
ذلك ثناء عطرا، فقال: (إني لا أعلم أصحابا أولى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت
أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي جميعا خيرا)[1]
بل شهد
الأعداء لهم بالشجاعة والشهامة، فقد قيل لرجل شهد يوم الطف مع عمر بن سعد: ويحك
أقتلتم ذرية رسول الله a؟ فقال: (عضضت
بالجندل؛ إنك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا. ثارت علينا عصابة، أيديها في مقابض
سيوفها كالأسود الضاربة تحطم الفرسان يمينا وشمالاً، وتلقي أنفسها على الموت؛ لا
تقبل الأمان ولا ترغب في المال ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنية،
أو الاستيلاء على الملك، فلو كففنا عنها رويداً لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها
فما كنا فاعلين لا أُم لك)
قال: بل أقصد
كل من وقف معه في تلك الأيام، وما بعدها من الأيام.. فعاشوراء تتكرر في كل زمن..
وكربلاء يمكن أن تحل في أي مكان.
قلت:
والحسين؟
قال: والحسين
كذلك يمكنك أن تراه في شخص كل ثائر على الظلم، داعية إلى