responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 23

فإذا انصرف عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها، وكانت ترى بيتها في الجنة)، ورووا عن آخر قوله: (كانت امرأة فرعون تسأل من غلب؟ فيقال: غلب موسى وهارون. فتقول: آمنت بربّ موسى وهارون؛ فأرسل إليها فرعون، فقال: انظروا أعظم صخرة تجدونها، فإن مضت على قولها فألقوها عليها، وإن رجعت عن قولها فهي امرأته؛ فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء، فأبصرت بيتها في السماء، فمضت على قولها، فانتزع الله روحها، وألقيت الصخرة على جسد ليس فيه روح)

قال: دعك من هذا.. فما حصل لها كان أعظم من أن يصوروه.. وسل نفسك عن سر ذكر الله تعالى لها في كتابكم.

قلت: لقد ذكر ذلك بعضهم، فقال: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ) وكان أعتى أهل الأرض على الله، وأبعده من الله، فو الله ما ضرّ امرأته كُفر زوجها حين أطاعت ربها، لتعلموا أن الله حكم عدل، لا يؤاخذ عبده إلا بذنبه)[1]

قال: وذكرها ليبين لكم أن مواجهة المستكبرين من أمثالي لا تحتاج إلا إلى الإيمان القوي.. فقد كانت امرأة مستضعفة.. وكانت في قصري.. وكانت ترى بعينها ما أفعل بأعدائي.. ومع ذلك واجهتني ولم تركن لظلمي.. فأي حجة لمن يدعي الاستضعاف بعدها.

قلت: صدقت.. فقد جمع لها كل ألوان الاستضعاف، ومع ذلك كان لها من القوة ما واجهت به أعتى الطغاة.

***

انصرفت امرأة فرعون ليظهر بعدها شباب ممتلئين قوة وجمالا ونورا.. فراح فرعون يغض طرفه عن النظر إليهم.. ويصيح بكل ألوان الألم..


[1] تفسير الطبري (23/ 500)

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست