responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 22

التفت لفرعون، وقلت: هل هذه امرأتك؟

قال: أجل.. كانت في يوم من الأيام امرأتي.. ولكن شتان بيني وبينها اليوم.. فأنا في كل يوم أعذب بالنظر إليها، وبسماع مناجاتها ودعائها.. لقد كانت آية من آيات الله التي أرسلها الله لي.. والتي لا تقل عن آية العصا واليد البيضاء.. لكني أعرضت عنها.. بل رحت أعذبها عذابا شديد.. وها أنذا، ومنذ آلاف السنين أتعذب لتعذيبي لها.. وأتعذب فوق ذلك لإعراضي عنها.

راح يعض على أصابعه، حتى يسيل الدم منها، ثم يقول: ليتني سمعت لكلماتك.. ليتني سمعت لتضرعاتك.. ليتني تخليت عن كبريائي واتبعتك.. ليت أمي لم تلدني.. ﴿ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29]

قلت: لقد أكرمها الله بأن ذكرها في القرآن الكريم.. بل أخبر رسول الله a بأنها إحدى سيدات الجنة الأربع، ففي الحديث عن ابن عباس أن رسول الله a خط أربعة خطوط، فقال: ( تدرون ما هذا؟) فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال a : (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران)[1]

قال: وحق لها ذلك.. فقد ابتلاها الله بأن تعيش في قصري لترى فيه كل ألوان النعيم.. لكنها تعرض عنها جميعا لتختار جوار الله.. وتختار ما عند الله.. لقد كان لها من القوة ما قهر كل كبريائي وجبروتي.

قلت: لقد روى المفسرون[2] عن بعضهم، قال: (كانت امرأة فرعون تعذّب بالشمس،


[1] رواه أحمد والحاكم.

[2] انظر: تفسير الطبري (23/ 500)

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست