اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 156
هو أعظم الشهداء عندكم؟
قلت: ما به؟
قال: لقد
امتلأ زهدا، فلم تغره جنتي التي كان يتهافت الخلق فيها كما يتهافت الفراش.. بل لم
يحرص على حياته التي يحرص عليها الجبناء.
قلت: ألهذا
قدم ليواجهك؟
قال: أجل..
قدم بأسلحة لا طاقة لي بها.. فلذلك غلبني.
قلت: كلا..
لقد ذكر النبي a أنك قتلته..
قال: نعم..
ولكني طمعت في اتباعه لي، فعدت فأحييته.. فأنا أحب أن يتبعني الأقوياء.
قلت: لقد
أخبر a عن ذلك، فقال :( وإن من فتنته؛ أن يسلط
على نفسٍ واحدة فيقتلها.. وينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين، ثم يقول: انظروا إلى
عبدي هذا؛ فإني أبعثه الآن؛ ثم يزعم أن له رباً غيري. فيبعثه الله ويقول له
الخبيث: من ربك؟ فيقول: ربي الله، وأنت عدو الله، أنت الدجال، والله؛ ما كنت قط
أشد بصيرة بك مني اليوم)[1]
قال: هذه هي
النفس الوحيدة التي سلطت عليها.. ومع ذلك عجزت عنها.
قلت: كيف
عجزت عنها، وقد شققتها نصفين.
قال: ولكني
عدت فأحييتها.. ثم عدت لأقتلها من جديد، فلم أقدر.
قلت: أجل..
لقد أخبر النبي a عن ذلك، فقال مخبرا عن ذلك الرجل الصالح:(
يقول حين يحيى: والله؛ ما كنت قط أشد بصيرة فيك مني الآن! قال: فيريد قتله
الثانية، فلا يسلط عليه)[2]