responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 155

قلت: كيف لا ينتفع هو؟.. إنه سيموت شهيدا.

قال: وأفضل الشهداء من حرص على حياته، ليمضيها في سبيل غايته، ثم يجعل نهاية ذلك روحه يقدمها قربانا لربه في الوقت المناسب.

قلت: أراك تتكلم كالعارفين.. وأنت تسلك سلوك الدجالين.

صاح بقوة: أنا زعيمهم.

قلت: كيف تجمع بين الأمرين؟

قال: كما تجمعون أنتم.. ألستم تعزلون العلم عن العمل؟

قلت: نحن نفعل ذلك.

قال: فما الذي ساقكم إليه؟

قلت: شهوات غالبة.

قال: فقد اجتمع في نفسي من حب التسلط ما تفرق من شهواتكم جميعا.. لقد اجتمعت في كل أحلام اليهود.. بل كل أحلام الأمم التي لم ترض أن تعيش من غير أن تستحوذ على الكل..

الزهد:

قلت: عرفت الحصن الأول.. فما الثاني؟

قال: لولا الثاني لم يكن الأول.. وبالثاني قد لا تحتاج إلى الأول.

قلت: كيف احتاجت العزلة إلى الزهد؟

قال: الزهد هو أبو العزلة وأمها.. فالراغب يسعى بيديه وقدميه ليملأ الفراغ الذي يطلبه حرصه.. أما الزاهد، فيلجم أعناق رغباته، فتلجم بذلك قدماه.

قلت: فكيف يغني الزهد عن العزلة؟

قال: من ألجم نفسه بلجام الزهد لا تضره الخلطة، ولا يضره الاستبداد.. أرأيت الذي

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست