responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 154

ما استطاعوا به تغيير ما حولهم خرجوا.

قلت: لقد ذكرتني بأحاديث وردت في هذا.. وهي ليست خاصة بعهدك.. بل هي تعم كل عصر تنبت فيه أشواك الفتن:

فقد روي أن رجلا قال لرسول الله a : أي الناس أفضل يا رسول الله؟ قال :( مؤمنٌ مجاهدٌ بنفسه وماله في سبيل الله) قال: ثم من؟ قال: ثم رجلٌ معتزلٌ في شعبٍ من الشعاب يعبد ربه)[1]، وفي روايةٍ :( يتقي الله، ويدع الناس من شره)

وفي حديث آخر، قال a :( من خير معاشٍ الناس لهم رجلٌ ممسكٌ عنان فرسه في سبيل الله، يطير [2] على متنه، كلما سمع هيعةً أو فزعةً[3]، طار عليه يبتغي القتل، أو الموت مظانه، أو رجلٌ في غنيمةٍ في رأس شعفةٍ[4] من هذه الشعف، أو بطن وادٍ من هذه الأودية، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خيرٍ)[5]

وقال a :( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنمٌ يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن)[6]

قال: فقد جمع نبيكم بين المواجهة والعزلة.. فمن ليس له سلاح ولا قوة.. فقوته وسلاحه في عزلته.

قلت: ولماذا لا يواجه بما أطاق؟.. ألم يأمرنا الله تعالى بالإعداد حسب الطاقة.

قال: سيقتل نفسه بذلك.. ولا ينتفع هو ولا ينتفع غيره بموته.


[1] البخاري ومسلم.

[2] أي يسرع.

[3] الهيعة: الصوت للحرب. والفزعة: نحوه.

[4] الشعفة بفتح الشين والعين: هي أعلى الجبل.

[5] مسلم.

[6] البخاري.

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست