اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 145
قال: لقد كان مقترحا أن يتبوأ هذا المنصب الرفيع..
ولكنه كان ضعيفا.. ضعيفا جدا.. وهذا المنصب الرفيع يحتاج إلى القوة.. القوة التي
تجعل الخلق يسلمون لك بالألوهية، وهم راضون.. بل يعبدونك وهم في منتهى الخشوع.
قلت: لقد
ذكرت لي أن عور عينيك سر من أسرار فتنتك.
قال: أجل..
هو سر من الأسرار الكبرى.. ولذلك ألح نبيكم على ذكره.. إنه يدلكم على حقيقتي.
قلت: ما هي؟..
وما دلالة عوري عليها؟
قال: العينان
تدلك على الحقيقة الكاملة.. ترشدك إلى الزوايا المختلفة للأشياء.. فلذلك قد تأخذ
منها، وقد تدع.. ولكن العور يجعلك لا ترى إلا شيئا واحدا.. فلذلك كل من يتبعني لا
يتبعني إلا بعد أن يصاب بالعور.. وبعد أن يستحلي العور.
قلت: عجبا..
كيف يستحلى العور.. وهو آفة تجعل صاحبها من المعاقين.
قال: في
عصركم تقولون ذلك.. ولكنكم في الطريق إلى عصري الذي لا يرى إلا بعين واحدة.. العين
الثانية تشتتك.. تجعلك ترى الصور كاملة، لكن العور يحول بينك وبين الشتات.. إنه يجمع
همتك لترى الحقيقة التي تصور لك.. لا الحقيقة التي هي عين الواقع.
قلت: ذلك هو
الدجل..
قال: وذلك هو
السر الأكبر من أسراري، وذلك هو اسمي الذي به أعرف.. وشهرتي التي بها أنادى.
قلت: ألهذا
ربط رسول الله a بين دجلك، وبين عورك، فقال :( ألا كل نبي
قد أنذر أمته الدجال، وإنه يومه هذا قد أكل الطعام، وإني عاهد عهداً لم يعهده نبي لأمته
قبلي: ألا إن عينه اليمنى ممسوحة الحدقة جاحظة، فلا تخفى، كأنها نخاعة في جنب
حائط، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري، معه مثل الجنة ومثل النار، فالنار روضة خضراء،
والجنة غبراء
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 145