responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 143

قلت: إن الشباب عندنا يموج مع رنات الموسيقى كما يموج البحر الهادر.

قال: تلك موسيقاكم البسيطة البدائية التي لا تستند إلى علم وفلسفة فعلت هذا الفعل في النفوس.. فكيف بالموسيقى التي وضعت أنا سمفونياتها.

قلت: ألك سمفونيات!؟.. أول مرة أسمع هذا..

قال: إن موسيقاي مؤسسة على علم بالطبيعة البشرية.. فلا تسمعها أذن إلا وخشعت لي أعظم من خشوعكم في صلواتكم.

قلت: أتعجب كيف تكون مستبدا وعازفا موسيقيا.

قال: لست ذلك فقط.. لقد تجمعت في من العبقريات ما جعلت الرعية تعبدني عن طواعية.. ألا ترى قومك كيف يعبدون الأبطال من الممثلين والمهرجين.

قلت: إنهم يعلقون صورهم على الجدران.. وينقشون أسماءهم على جلودهم.

قال: لو لم يحفروا أسماءهم في قلوبهم ما نقشوها على جلودهم.

قلت: هذا صحيح.. هم يفعلون هذا بداعي الإعجاب الشديد.

قال: إذا فعلوا ذلك مع أولئك البسطاء المهزولين.. فكيف لا يفعلونه معي أنا.. أنا الجبار.. منقذ الإنسانية من أسر الكبت.. مرسل الشهوات لتتيه في أودية الأماني.

قلت: لا تستهن بقومي.. فإنهم قد وصلوا بالإغراء إلى درجات لا يمكن تصورها.. لقد فتحوا عيون الشهوات، ففاضت كالأنهار.

صاح في بقوة: ويحك.. أتدري مع من تتحدث.. أنت تتحدث مع الدجال.. كيف تقول هذا.. ألم أحبرك أني جمعت كل شيء.. فأنا الزبدة والخلاصة.. لئن أجرى قومك أنهار الشهوات، فإن أنهارهم تصب في بحري.. بل في محيطي.. سأقرب لك ما قد تدرك به بعض فتنتي.. أرأيت حياة أشهر المشاهير عندكم؟

قلت: إن حياتهم من الرقي، بحيث لا نستطيع نحن البسطاء أن نتعرف عليها.. فنكتفي

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست