responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 140

قال: لقد كان الكفر هو الخادم الأول لأهدافي.. ألا تعلم أني لا أحب إلا الفردانية، ولا أرضى لمن تسمونه الله أن يزاحمني؟.. لقد خدمني الشيطان بكلا الشقين خدمة لا تقدر بثمن.

قلت: وسائر المستبدين.. هل يشترط عليهم شياطينهم الصغار الذين يتولونهم هذا الشرط؟

قال: أجل.. فلا يمكن للمستبد أن يستبد بالإيمان.. الإيمان يجعله يتطامن ويتواضع ويتذلل.. إنه يصير كالتراب بين رعاياه تدوسه أقدامهم.. أما المستبدون فإنهم لا يستبدون إلا بالكفر.. كل المستبدين يرددون مع فرعون :﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ (النازعـات: 24)

قلت: فهل ستردد هذا القول كما ردده فرعون؟

قال: لن أكون دجالا إذا لم أردده.. ولكنني سأردده ليسمعه العالم أجمع.. بل الكون أجمع.. لا كما قال ذلك القزم الذي لم يكن يملك غير مصر، وأنهار مصر.

قلت: ولكنك لن تدخل مكة والمدينة.. فقد قال a :( يجيء الدجال فيطأ الأرض؛ إلا مكة والمدينة، فيأتي المدينة. فيجد بكل نقب من نقابها صفوفاً من الملائكة)[1]

قال: ومع ذلك.. فلم أيأس ممن فيها.. سأخرج منها كل من يحبني ويعبدني.. أصمت أذناك عن سماع ما ورد في ذلك من الأحاديث؟

قلت: لا.. لقد أخبر a أن خبث المدينة سيلحقك.. لقد حدث محجن بن الأدرع أن رسول الله a خطب الناس فقال :( يوم الخلاص، وما يوم الخلاص؟ يوم الخلاص، وما يوم


[1] البخاري (1/466)، ومسلم (8/206-207)، وأحمد (3/191 و206 و238 و292)

وقد ورد في حديث آخر عدم دخوله أربع مساجد، قال a :( وإنه يلبث فيكم أربعين صباحاً يرد فيها كل منهل؛ إلا أربع مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، والطور، ومسجد الأقصى، وإن شكل عليكم أو شبه؛ فإن الله عز وجل ليس بأعور ) رواه أحمد (5/434و435)

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست