اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 118
وصدقوا في ذلك، فبموجب أوامرك تم تدمير 28 مدينة من
أصل 30 مدينة كاملة لهنود السينيكا وحدهم من البحيرات الكبرى شمالاً وحتى نهر
الموهوك، وفي فترة قياسية لا تزيد عن خمس سنوات، وهذا ما تم أيضاً بمدن الموهوك،
والأنونداغا، والكايوغا، حتى أن أحد زعماء الأروكوا قال لك عام 1792م (عندما يذكر
اسمك تلتفت نساؤنا وراءهن مذعورات وتشحب وجوههن، أما أطفالنا فإنهم يتلببون بأعناق
أمهاتهم من الخوف)
راح يقرع
رأسا أخرى، ويقول: أنت أيها المستكبر .. أنت يا [توماس جيفرسون]، يا من يلقبونك
كذبا وزورا [رسول الحرية الأمريكية وكاتب وثيقة استقلالها].. هل تذكر ذلك اليوم
الذي أمرت فيه وزير دفاعك بأن يواجه الهنود الذين يواجهون التوسع الأمريكي بالبلطة،
وأن لا يضع هذه البلطة حتى يفنيهم، وقلت له: (نعم إنهم قد يقتلون أفراداً منَّا،
ولكننا سنفنيهم ونمحو آثارهم من الأرض)
راح يقرع رأسا
أخرى، ويقول: أنت أيها المستكبر .. أنت يا [...].. أتذكر عام 1636م حين استخدمت السلاح
الجرثومي ضد بني قومي.. لقد كتبت تطلب من قوادك أن يجروا مفاوضات مع الهنود، ويقدموا
لهم بطانيات مسمومة بالجدري، فأجابك أحدهم بقوله: (سأحاول جاهداً أن أسمهم ببعض
الأغطية الملوثة التي سأهديهم بها، وسآخذ الاحتياطات اللازمة حتى لا أصاب بالمرض).
وببطاطين
ومناديل تم تلويثها في مستشفى الجدري انتشر الوباء بين أربعة شعوب هندية (الأوتاوا
- ينيغو - والمايامى الينى - وناييه) وأتى على أكثر من مائة ألف طفل وشيخ وامرأة
وشاب.
وبعد حوالي 15
سنة كنتم تتساءلون عن أفضل وسيلة للقضاء على هنود كاليفورنيا، وقد كتبت حينها إحدى
صحف سان فرانسيسكو تقول: (إن الهنود هنا جاهزون للذبح وللقتل بالبنادق أو بالجدري
... وهذا ما يتم الآن فعلاً)
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 118