responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 117

معلمي عن سره، وسر النفوس التي طفحت به، فأشار لي إلى مرآة تشبه التلفزيون، وقد ارتسمت فيها الكثير من الدماء والمآسي والآلام، فقلت له: ما هذه المرآة؟

قال: هذه المرآة هي أكبر ألوان العذاب التي يتعذب بها هؤلاء الطغاة.. إنها تريهم جرائمهم ونفوسهم وقلوبهم القاسية..

فجأة رأيت رجلا يشبه الهنود الحمر يتوسط تلك المرآة، وكان يحمل عصا غليظة يقرع بها بعض الرؤوس، وهو يقول: اسمعني جيدا يا [وليم برادفورد].. لقد كنت حينها حاكم مستعمرة بليتموت، وكنت تقول عن الأوبئة التي توزعونها علينا، وتقتلوننا بها: (إن نشر هذه الأوبئة بين الهنود عمل يدخل السرور والبهجة على قلب الله، ويفرحه أن تزور هؤلاء الهنود وأنت تحمل إليهم الأمراض والموت، وهكذا يموت 950 هندي من كل ألف، وينتن بعضهم فوق الأرض دون أن يجد من يدفنه إنه على المؤمنين أن يشكروا الله على فضله هذا ونعمته)

ثم راح يقرع رأسا أخرى، ويقول: أنت الذي أنشأت نظام السخرة لبني قومي.. هل تذكر عام 1846م حين احتلت جيوشك كاليفورنيا، وتمكنت من إبادة 80 في المائة من هنود كاليفورنيا بالسخرة حيث نشط بجانب ذلك التجارة بالأطفال والنساء.

راح يقرع رأسا أخرى، ويقول: أنت أيها المستكبر .. أتذكر ما فعلت سنة 1830م.. لقد سننت قانون ترحيل الهنود قسراً، فأصبح من حق المستعمر الأمريكي أن يطرد الهندي من أرضه ويقتله إذا أراد، ويومها حصدت قوات الجيش الأمريكي من لم يمت من 5 شعوبٍ هندية كاملة (الشيروكي - والشوكتو - والشيسكومسو - والكريك - والسيميتول) بعد تهجيرهم قسراً إلى مناطق موبوءة بالكوليرا.

راح يقرع رأسا أخرى، ويقول: أنت أيها المستكبر .. أنت يا جورج واشنطن .. يا والد الولايات المتحدة الأمريكية.. أنت الذي أطلق عليك هنود السينيكا اسم [هدام المدن]..

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست