responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لا تفرح المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 23

وقد ربط الله تعالى في الآية الأولى خلق البشر جميعا من نفس واحدة بالأمر بتقوى الأرحام ووصلها والمحافظة على العلاقات بينها ليشير إلى تلك الأخوة الدموية التي تربط الغربي الذي يعيش في قمة أبراج الأنا بالبدائي في أدغال إفريقيا واستراليا، وأن الكل متساوون في القدرات الإنسانية والطاقات العقلية وأنواع المشاعر، وإنما يختلفون باختلاف الظروف التي تحيط بهم والبيئة التي يعايشونها، والاختلاف بينهم اختلاف تكامل لا اختلاف تمايز ولا اختلاف تضاد، بل هو مثل الاختلاف الموجود في جميع خلق الله.

قال تعالى يوضح هذه الحقيقة العظيمة التي لا تزال البشرية تائهة عنها وإن زعمت أنها ظفرت بها، وأن العصر الحديث أبدعها:﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾(الحجرات:13)

وقد كان a ينادي بهذه الحقيقة كل حين ويقرن بينها وبين المناسك والمشاعر المعظمة والأشهر الحرام، وكان من خطبته a في وسط أيام التشريق أن قال:( يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى)[1]

ثم توجه إلى الحضور الغارقين في أنوار وجهه وروحه a وقال: أبلغت؟،


[1] رواه أحمد 5/411.

اسم الکتاب : لا تفرح المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست