فهم كالخشب
المسندة لا يسمعون ولا يعقلون، أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام، أو هم كالخشب
التي قد تآكلت فهي مسندة بغيرها لا يعلم ما في بطنها[1].
والقرآن الكريم
يخبرنا كذلك أن تعظيم الجسد هو الذي ولد التيه والفخر والزهو
بالنفس، والذي ينشأ عنه الكبر بمختلف أشكاله، ويشبه ثقل معنى الجسد عند هذه النفوس
بأنها تكاد تخرق الأرض وهي تضرب عليها بشدة، وكأنها تتحداها، بل تتحدى السماء أيضا
حين تجرب أن تطاول الجبال،قال تعالى:﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ
الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾(الإسراء:37)
في ظل هذه
التصورات العنصرية للجسد يخبرنا القرآن الكريم أن هذه الأجساد جميعا والتي يتيه
بعضها على بعض سلالة نفس واحدة، ولذلك لا معنى للتمايز بينها، ولا معنى لاعتبار
بعضها أكثر تطورا من بعض لأنها ورثت نفس الجينات من أبيها آدم عليه السلام، قال تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ
مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ
بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾(النساء:1)، وقال تعالى:﴿وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ﴾(الأنعام:98)