اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 585
ولهذا ورد في
النصوص أن الغرض من دخول النار هو التطهير والتطييب لأن الجنة لا يدخلها إلا
الطيبون، كما قال تعالى:﴿ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ (الزمر:
73)
وقد ورد في الحديث
قوله a:( يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين
الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا
ونقوا أذن لهم في دخول الجنة) [1]
وفي الحديث الموقوف
عن أبي أمامة قال:( لا يدخل الجنة مؤمن حتى ينزع اللّه ما في صدره من غل حتى ينزع
منه مثل السبع الضاري)
وهذا يدل على أن في
العذاب المعد لأهل جهنم خاصية تطهير الروح وتطييبها، وأن المكث في جهنم بحسب
استعداد الروح للطيبة والتطهير.
وربما نستشف هذا
المعنى من الحديث الذي قال فيه a:( إن عبداً في جهنم
لينادي ألف سنة: يا حنان يا منان، فيقول اللّه عزَّ وجلَّ لجبريل اذهب فأتني بعبدي
هذا، فينطلق جبريل، فيجد أهل النار مكبين يبكون، فيرجع إلى ربه عزَّ وجلَّ فيخبره،
فيقول اللّه عزَّ وجلَّ: ائتني به فإنه في مكان كذا وكذا، فيجيء به، فيوقفه على
ربه عزَّ وجلَّ، فيقول له: يا عبدي كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول: يا رب شر مكان
وشر مقيل، فيقول اللّه عزَّ وجلَّ: ردوا عبدي، فيقول: يا رب ما كنت أرجو إذ
أخرجتني منها أن تردني فيها، فيقول اللّه عزَّ وجلَّ: دعوا عبدي) [2]
ففي هذا الحديث
إشارة جليلة إلى أن هذا العبد قد تطيبت روحه وتطهرت وحسن ظنه بربه، فاستحق بذلك أن
يخرج من العذاب.
وفي حديث آخر قريب
من هذا قال رسول اللّه a:( إني لأعرف آخر أهل
النار