responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 586

خروجاً من النار، وآخر أهل الجنة دخولاً إلى الجنة، يؤتى برجل فيقول: نحّوا عنه كبار ذنوبه وسلوه عن صغارها، قال: فيقال له: عملت يوم كذا، كذا وكذا، وعملت يوم كذا، كذا وكذا، فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئاً، فيقال: فإن لك بكل سيئة حسنة، فيقول: يا رب عملت أشياء لا أراها ههنا)، قال: فضحك رسول اللّه a حتى بدت نواجذه[1].

فهذا الحديث يشير إلى أن هذا الرجل قد هذب وأدب إلى أن صار يعترف بذنوبه وينبه إلينا.

وقد أجاب على خصوصية ذلك بالموحدين أو من كان في قلبه ذرة من الإيمان، لأن تلك البذرة ستنبت في جهنم شجرة الإيمان التي تؤهله لدخول الجنة، بأن الله تعالى الحكيم تنزه عن الباطل والعبث، فأدلة النصوص والأكوان كلها تبرهن بآلاف الأدلة على أنه تعالى ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقّ﴾ (الأنعام: 73) وأنه تعالى لم يخلق شيئا عبثا ولا سدى ولا باطلا، كما قال تعالى:﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ﴾ (صّ:27)،وقال العارفون بالله:﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً ﴾ (آل عمران: 191)

فلذلك فإن كل ما نراه من الأفعال والموجودات يستند إلى الحق فهو ( وصفه واسمه وقوله وفعله، وهو سبحانه الحق المبين، فلا يصدر عنه إلا حق، ولا يقول إلا حقا، ولا يفعل إلا حقا، ولا يأمر الا بالحق، ولا يجازي إلا بحق، فالباطل لا يضاف إليه، بل بالباطل ما لم يضف إليه، كالحكم الباطل والدين الباطل الذي لم يأذن فيه ولم يشرعه على ألسنة رسله، والمعبود الباطل الذي لا يستحق العبادة، وليس أهلا لها فعبادته باطلة


[1] رواه مسلم.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 586
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست