اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 583
هذه الآية.
وذكر الرحمة الخاصة
بعد الرحمة العامة ليس غريبا في النظم الققرآني الذي قد يستطرد من الخاص إلى العام
أو العكس حسبما يقتضيه المقام.
ومن ذلك قوله تعالى:﴿ هُوَ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ
إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ
فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً
لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
(لأعراف:189)، فهذا استطراد من ذكر
الأبوين إلى ذكر الذرية.
الدليل
الثالث:
انطلق ابن القيم في
الحديث عن هذا الدليل بقوله:( أي لذة وأي خير ينشأ من العذاب الشديد الدائم الذي
لا ينقطع ولا يفتر عن أهله، بل أهله فيه أبد الآباد، كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا
غيرها، لا يقضي عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم طرفة عين؟)[1]
وقد ذكر ابن القيم
اختلاف المدارس الإسلامية في الإجابة على هذا السؤال الخطير:
فمنها من بادر
فأنكر الحكمة، ورد الأمر إلى المشيئة المحضة التي لا سبب لها ولا غاية، وهؤلاء هم
الذين جوزوا على الله أن يعذب أهل طاعته وأولياءه وينزلهم إلى أسفل الجحيم، وينعم
أعداءه المشركين به ويرفعهم إلى أعلى جنات النعيم، ( وأن يدخل النار من شاء بغير
سبب ولا عمل أصلا، وأن يفاوت بين أهلها مع مساويهم في الأعمال ويسوي بينهم في
العذاب مع تفاوتهم في الاعمال، وأن يعذب الرجل بذنب غيره، وأن