اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 516
بل ورد في النصوص
ما يدل على أن أهل الجنة أنفسهم لا يعرفون الرحمات الخاصة بهؤلاء المقربين، قال a:( إن أهل الجنة ليتراؤن أهل الغرف من فوقهم كما تراؤن الكوكب
الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم) [1]
* * *
قد يقال هنا: فما
سر هذا الإخفاء؟
أو ليست رغبات
الخلق واحدة، فكيف تتفنن النصوص في عرض ما أعد للمقتصدين، والمقصرين، بينما لا تذكر
من نعيم المقربين إلا النزر اليسير، والذي هو في أكثره مجمل يحتاج إلى تفصيل، أو
غامض يحتاج إلى بيان؟
والجواب ـ فيما نرى
ـ أن الجزاء المعد لهم لا يمكن تصوره أو التعبير عنه أو فهمه في حال القدرة على
التعبير عنه.
والأمر في ذلك يشبه
تعليم الأميين أعقد النظريات الرياضية، أو إقناعهم بأخطر المسائل الفلسفية.
ولذلك كان أكثر ما
ورد من جزائهم ـ إن استثنينا بعض الجزاء الحسي ـ ألغازا تعيا العقول في تحديد
معانيها، فلذلك لما قال a:( صلوا علي فإن الصلاة
علي زكاة لكم واسألوا الله تعالى لي الوسيلة) [2] احتار الصحابة في هذا اللفظ الذي يعرفون معناه
ولكنهم لا يعرفون حقيقته، فقالوا:( وما الوسيلة؟)، فقال a:( هي أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن
أكون أنا هو) [3]