اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 515
أحوال الخصوصية، فكذلك
ما أخبرت عنه النصوص من الجزاء المعد لهم والرحمة الخاصة بهم.
ولذلك لما سأل موسى
u ربه عن أدنى
أهل الجنة منزلة أجابه، لكن عندما سأله عن أعلاهم منزلة قال:( أولئك الذين أردت
غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر) [1]
ولهذا عندما ذكر
الله هؤلاء المقربين العارفين بربهم الساجدين بكل كيانهم له، فقال:﴿ إِنَّمَا
يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا
وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى
جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) ﴾ (السجدة) ذكر بعدها ما أعد لهم من النعيم، فقال:﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ
قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)﴾ (السجدة)
وفي الحديث القدسي
الجليل قال a:( قال اللّه تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين
رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) قال أبو هريرة :( اقرأوا إن
شئتم:﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ
أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾) [2]
وقال a:( من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى
شبابه، في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) [3]