responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 514

واتحاد أنواعها واختلافها بحسب درجات تقصيرهم، فتقسم كل رتبة من هذه الرتب إلى درجات لا تحصى ولا تنحصر.

ثم عقب على هذا المثال بقوله:( فكذلك فافهم أنّ الناس في الآخرة هكذا يتفاوتون، فمن هالك، ومن معذب مدّة، ومن ناج يحل في دار السلامة، ومن فائز)[1]

* * *

بعد هذا..

نتساءل عن قوله تعالى:﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ (لأعراف: 156)، وقوله تعالى:﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ (الأنعام: 54) فنقول:

هل تشمل هذه الرحمة العظيمة هذه الأصناف جميعا؟

وكيف تشملهم؟

وكيف تنسجم الرحمة مع العدل والحكمة؟

هذا ما سنحاول معرفته في هذا المبحث.

1 ـ رحمة المقربين :

المقربون هم أصحاب القلوب الطاهرة النقية الذين لم يريدوا من الأكوان غير رب الأكوان.

هم كالمرآة الصقيلة، أو كصفحة الماء الصافي، أو كالجوهر اللامع ليس لها رغبة في غير أن يشرق على صفحاتها الجمال الخالد.

وكما أن أحوال هؤلاء المقربين مع ربهم محجوبة عن أكثر الخلق، فلا يرون فيهم إلا بشرا مثلهم يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق، شغلتهم مظاهر البشرية عن


[1] الإحياء.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 514
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست