responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 513

لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الجَحِيمِ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِى كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ (المطففين: 7- 17)

ثم تحدثت الآيات القرآنية عن الأبرار الذين هم أصحاب اليمين، فقال تعالى:﴿ كَلا إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِى عليين وَمَا أَدرَاك مَا عِلِّيُّونَ﴾ (المطففين: 18- 19)

ثم ذكر تعالى النعيم المعد لهم، فقال تعالى:﴿ يُسْقَوْنَ مِن رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِى ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ (المطففين: 25- 26)، ثم قال تعالى:﴿ وَمِزَاجُهُ مِن تَسنيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴾ (المطففين: 27- 28) والتسنيم هو أعلى أشربه الجنة، فأخبر تعالى أن مزاج شراب الأبرار من التسنيم، وأن المقربين يشربون منه بلا مزاج، ولهذا قال تعالى بعدها:﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا المُقَرَّبون﴾ (المطففين: 28﴾، كما قال تعالى فى سورة الإنسان سواءً، قال ابن عباس وغيره: يشرب بها المقربون صرفاً، ويمزج لأصحاب اليمين مزجاً.

وقد شبه الغزالي هذه التقسيمات بملك من الملوك استولى على إقليم فيقتل بعضهم فهم الهالكون، ويعذب بعضهم مدّة ولا يقتلهم فهم المعذبون، ويخلي بعضهم فهم الناجون، ويخلع على بعضهم فهم الفائزون، فإن كان الملك عادلاً لم يقسمهم كذلك إلا باستحقاق، فلا يقتل إلا جاحداً لاستحقاق الملك معانداً له في أصل الدولة، ولا يعذب إلا من قصر في خدمته مع الاعتراف بملكه وعلوّ درجته، ولا يخلى إلا معترفاً له برتبة الملك لكنه لم يقصر ليعذب ولم يخدم ليخلع عليه، ولا يخلع إلا على من أبلى عمره في الخدمة والنصرة، ثم ينبغي أن تكون خلع الفائزين متفاوتة الدرجات بحسب درجاتهم في الخدمة، وإهلاك الهالكين إما تحقيقاً بحزّ الرقبة أو تنكيلاً بالمثلة بحسب درجاتهم في المعاندة، وتعذيب المعذبـين في الخفة والشدّة وطول المدّة وقصرها

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 513
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست