اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 512
وقد بين تعالى
الأصناف العامة للخلق، فقسمها إلى ثلاثة أقسام، تختلف رحمة كل واحد منهم بحسبها،
وهذه الأصناف عبرت عنها كثير من سور من القرآن الكريم نذكر ثلاثة منها هنا، وهي
الواقعة، والإنسان والمطففين:
أما في سورة
الواقعة، فقد ذكر الله تعالى أن الخلق يقسمون إلى ثلاثة أصناف عبر عنها بقوله تعالى:﴿ وَكُنتُمْ
أَزْوَاجاً ثَلاثَةً فأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ
وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ فِى جَنَّاتِ النَّعِيم﴾ (الواقعة:
7- 12)
ثم عبر عن الجزاء
الخاص المعد لكل صنف، ثم ختمت بذكر حالهم في القيامة الصغرى والبرزخ بقوله تعالى:﴿ فَأَمَّا
إِن كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا
إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
وَأَمَّا إِن كَانَ مِن المُكَذَّبِينَ الضَّالِّينَ فنُزُلٌ مِنْ حَمِيمِ
وَتَصْلِيةُ جَحِيمٍ ﴾ (الواقعة: 88- 94)
أما سورة الإنسان،
فقال تعالى:﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلَ
وَأَغْلالاً وَسَعِيراً﴾ (الإنسان: 4) فهؤلاء هم أصحاب المشأَمة، ثم قال
تعالى بعدها:﴿ إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبَون مِن كَأْسٍ كَانَ
مِزَاجُهَا كَافُوراً﴾ (الإنسان: 5)، وهؤلاء هم أصحاب اليمين، ثم قال تعالى
بعدها:﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفْجِّرُونَهَا
تَفْجِيراً ﴾ (الإنسان:6)، وهؤلاء هم المقربون السابقون، ولهذا
خصهم بالإضافة إليه وأخبر أنهم يشربون بتلك العين خالصة بينما تمزج للأبرار مزجاً
كما قال تعالى فى سورة المطففين فى شراب الأبرار:﴿
وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ﴾ (المطففين:27-28)
أما في سورة
المطففين، فقال تعالى عن الفجار:﴿ كَلا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِى سِجِّينٍ وَمَا
أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴾ إلى قوله تعالى:﴿ كَلا
إِنَّهُمْ عَن رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 512