اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 291
ومن القياس استدلوا
بأن إتباع ذرية المؤمنين بآبائهم كان إكراما لهم وزيادة في ثوابهم، وأن الإتباع
إنما استحق بإيمان الآباء، فكذلك إذا انتفى إيمان الآباء انتفى الإتباع الذي تحصل
به النجاة.
وهذا قياس خطير لا
يلجأ لمثله في احكام الدنيا الفانية من أجل حظوظ بسيطة، فكيف يلجأ إليه في أحكام
الآخرة، والله تعالى يقول:﴿ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا
وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ (الأنعام: 164)
القول
الرابع:
ومن الأقوال التي
لا تستند إلا على مجرد الوهم والكلام بلا علم ما ذكره بعضهم من أنهم يكونون يوم
القيامة ترابا، وهوقول لا مستند له من نقل أو عقل.
ومن الأقوال في
المسألة والتي تخالف الأدلة القطعية، القول بأنهم خدم أهل الجنة، واستدل هؤلاء
بحديث ضعيف روي عن يزيد الرقاشي عن أنس عن النبي a قال:( سألت ربي عن اللاهين من ذرية البشر ألا يعذبهم
فأعطانيهم، فهم خدم أهل الجنة يعني الصبيان)[1]
وهذا القول مع ضعف
دليله يتنافى مع ما نصت عليه النصوص المحكمة من أن أمر الخلق بيد الله، لا بيد أحد
من خلقه، ثم كيف يصور رسول الله a الرحمة المهداة، وكأنه
أرحم بالخلق من خالقهم.
القول
الخامس:
وهو أكثر الأقوال
شهرة، والقول به يلغي البحث في هذه المسألة، ويلغي ما ورد فيها من النصوص هو القول
بـ ( أنهم مردودون إلى محض مشيئة الله بلا سبب ولا عمل)
[1] البيهقي في الشعب، والدارقطني في الأفراد
والضياء.
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 291