responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 136

ونحن نعلم اليوم أن النبات يحتفظ بالحب الذي يحمل صبغياته الوراثية لتنبت من جديد عندما يتوفر الجو المناسب.

وهذا القول لا نقوله جازمين، بل هو مجرد رأي نحمد الله إن أصبنا فيه، ونستغفره إن أخطأنا، وفي نفس الوقت نقول بأن ما يمكن أن يكون مسجلا في مورثات الإنسان لا يعني كون ذلك هو التسجيل الوحيد، بل هناك تسجيلات أخرى سواء في المرحلة الجنينية أو في مناسبات مختلفة.

التقدير السنوي

ومما وردت به النصوص من ذلك ما يمكن تسميته التقدير السنوي، وذلك ما خصت به (ليلة القدر)، كما قال الله تعالى:﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ (القدر:1)، وقال تعالى:﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ (الدخان:4)

وقد فسر أكثر العلماء المراد بالتقدير في هذه الليلة ما نص عليه الرازي في قوله:( واعلم أن تقدير الله لا يحدث في تلك الليلة، فإنه تعالى قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض في الأزل، بل المراد إظهار تلك الليلة المقادير للملائكة في تلك الليلة بأن يكتبها في اللوح المحفوظ)، ثم قال:( وهذا القول اختيار عامة العلماء)[1]

وهذا القول يحمل بعضا من الصحة، باعتبار أن من المقادير ما هو من النوع الأول، وهو النوع الذي لا يغير ولا يبدل.

وأما ما هو من النوع الثاني، فهو خاضع للتبديل والتغيير، وإلى هذا يشير قول ابن عباس في تفسيرها: يدبر أمر السنة، فيمحو اللّه ما يشاء، إلا الشقاء والسعادة والحياة والموت.


[1] التفسير الكبير.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست