responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 135

من تلك الحرفة أو من ذلك الطعام، ولا يستبعد أن يكون مسجلا ضمن مورثاته.

وأما عمله، فلعل المراد منه هو الوظيفة التي ندب لها، ونوع الأسئلة التي تطرح عليه، وليس المراد منها ما يعمله هذا الجنين، أو ما يجيب به.

أما الشقاوة والسعادة، فهي بناء على ما ذكرنا سابقا يكتب كلاهما عليه بناء على عمله.

وربما يستأنس لهذا بما ذكره بعض العلماء من أن هناك جينات مخصوصة تحدد الإجرام في شخصية الإنسان، وما إلى ذلك، ونسبةً لضخامة المسؤولية الملقاة على عاتق الجينات، ازداد عددها في جسم الإنسان والحيوانات القريبة منه فبلغ عددها حوالي مائة ألف جين.

وربما نستأنس لهذا القول أيضا بما ورد من بقاء جزء من الإنسان لا يصيبه البلى ليعاد من خلاله جسده.

فالأجساد إذا أراد اللّه تعالى بعثها ونشورها أنزل من تحت العرش مطراً يعم الأرض جميعاً، ونبتت الأجساد في قبورها كما تنبت الحبة في الأرض، ولهذا جاء في الحديث:( ما بين النفختين أربعون ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة)[1]

ولهذا قال تعالى:﴿ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ﴾ (فاطر:9)

وقد ورد في الحديث عن أبي رزين، قلت:( يا رسول اللّه كيف يحيي اللّه الموتى؟ وما آية ذلك في خلقه؟)، فقال a:( يا أبا رزين أما مررت بوادي قومك ممحلاً ثم مررت به يهتز خضراً)، قلت:( بلى)، فقال a:( فكذلك يحيي اللّه الموتى) [2]


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] رواه أحمد والطبراني في الكبير.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست