responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38

فالأقدار بيد الله لا بيد الطيور أو النجوم أو الكهان، وقد روي أن طائرا مر على ابن عباس وهو يصيح؛ فقال رجل من القوم: خير، خير. فقال ابن عباس: ما عند هذا لا خير ولا شر.

وقد كانت العرب تتيمن بالسانح، وهو الذي يأتي من ناحية اليمين، وتتشاءم بالبارح، وهو الذي يأتي من ناحية الشمال، وكانوا يتطيرون بصوت الغراب؛ ويتأولونه البين[1].

وكانوا يستدلون بمجاوبات الطيور بعضها بعضا على أمور، وبأصواتها في غير أوقاتها المعهودة على مثل ذلك، ومثلها الظباء إذا مضت سانحة أو بارحة، ويقولون إذا برحت:( من لي بالسانح بعد البارح)

ولهذا سمي التشاؤم تطيرا، وقد جاءت الشريعة بالنهي عن التطير والتشاؤم بما يسمع من صوت طائر ما كان، وعلى أي حال كان:

فنفى a نسبة المتطير عن الأمة، قال a:( لن يلج الدرجا ت العلى من تكهن أو استقسم أو رجع من سفره تطيرا)[2]

بل اعتبر التطير شركا، فقال a:( الطيرة شرك - ثلاثا - وما منا إلا ولكن


[1] وكان منهم أيضا من لا يرى التطير شيئا، ويمدحون من كذب به، كما قال المرقش:

ولقد غدوت وكنت لا أغدو على واق وحاتم

فإذا الأشائم كالأيا من والأيامن كالأشائم

[2] رواه الطبراني في الكبير.

اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست