ونتعلم صنوف الذكر من هذه الطيور التي فسر لنا سليمان u منطقها:
فقد هدرت حمامة عنده، فقال: أتدرون ما تقول؟ قالوا: لا. قال: إنها تقول: سبحان ربي الأعلى عدد ما في سماواته وأرضه.
وصاح قمري عنده، فقال: أتدرون ما يقول؟ قالوا: لا. قال إنه يقول: سبحان ربي العظيم المهيمن.
وصاح دراج عنده، فقال: أتدرون ما يقول؟ قالوا: لا. قال: إنه يقول:﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ (طـه:5)
وحدثهم عن الغراب أنه يقول:( اللهم العن العشار)
وعن الحدأة أنها تقول:﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَه ﴾ (القصص: 88)
وعن القطاة أنها تقول:( من سكت سلم)
وعن الببغاء أنها تقول:( ويل لمن الدنيا همه)
وعن الضفدع أنها تقول:( سبحان ربي القدوس)
وعن البازي أنه يقول:( سبحان ربي وبحمده)
وعن السرطان أنه يقول:( سبحان المذكور بكل لسان في كل مكان)
وهذه النصوص التي أوردناها ـ مع القول باحتمال صحتها وعدمه ـ الغرض منها هو التنبيه إلى الحكم التي نطقت بها، والمعارف التي منحتها.
أما المبالغة في ذلك ـ مما ينتشر بين العامة ـ من التفاؤل بالطيور وأصواتها أو التشاؤم بها، فهو محرم شرعا، كتحريم التنجيم سواء بسواء.