فإدراك المؤمن ـ مثلا ـ بأن هذه
الأرض التي يعيش فيها، والتي لم يسمع حديثها، أو لم يخطر على باله أنها تتحدث،
ستتحدث يوما ما لتخبره بكل حركة قام بها على ظهرها، يجعله محتاطا متأدبا متواضعا،
فهو لا يركب جمادا لا يعقل، بل هو يمتطي كائنا حيا له وعيه ومشاعره.
قال تعالى مصورا ذلك اليوم:﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ
زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا
يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا
﴾(الزلزلة)
وقد فسر a حديث الأرض في ذلك اليوم العظيم بقوله بعد
أن تلا قوله تعالى:﴿ يَوْمَئِذٍ
تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾
(الزلزلة:4):( أتدرون
ما أخبارها؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة
بما عمل على ظهرها، أن تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها)[1]
ولهذا ورد في الحديث الأمر بمراعاة
الأرض والتحفظ منها، قال a:(
تحفظوا من الأرض فإنها أمكم، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلا وهي
مخبرة)[2]
بل
أخبر a أن بعض هذا الكشف
سيحصل في الدنيا عندما تقترب رحلتها من الدار الآخرة، أو في البرزخ الذي بين
الدنيا والآخرة، قال a:( والذي نفسي