بل
أخبر أن الكافرين يكتشفون يوم القيامة هذه القدرة التي تتمتع بها الكائنات التي
كانوا يحسبونها جامدة، قال تعالى حكاية عن كلام الجلود بعد
تعجب الكفار من كلامها: ﴿ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ
عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ (فصلت:
21)
بالإضافة إلى هذا، فقد ورد في
النصوص أن الجنة تتكلم، وتعقل أهلها، قال a:( لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي فقالت: قد أفلح المؤمنون)[1]
وقد
أخبرنا a عن حوار جرى بين الجنة والنار، فقال:( تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والتمجبرين؛
وقالت الجنة: مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ قال اللّه عزَّ وجلَّ،
للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك
من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها)[2]
وهذه النصوص وغيرها تدل على حياة
العالم الآخر ووعيه وإدراكه وشعوره، وهو ما يهب ذوقا خاصا لمن تأمله وعاشه.