فالقرآن
الكريم عبر عما يحصل فيها من نزع للشوى[1]، بصيغة ( نزاعة) للدلالة على أن شخص جهنم الحي هو الذي يؤدي هذه
المهمة، بل يخبر أنها تدعو من أدبر وتولى.
وهذا
الغيظ الذي تبديه جهنم لأهلها ليس ناتجا من قسوة طبعية، بل هو كما توضح النصوص
نابع من غيرة إيمانية، وقد قال ابن عباس:(
إن الرجل ليجر إلى النار فتنزوي وتنقبض بعضها إلى بعض فيقول لها الرحمن: ما لك؟
قالت: إنه يستجير مني، فيقول أرسلوا عبدي؛ وإن الرجل ليجر إلى النار فيقول: يا رب
ما كان هذا الظن بك، فيقول: فما كان ظنك؟ فيقول: أن تسعني رحمتك، فيقول: أرسلوا
عبدي؛ وإن الرجل ليجر إلى النار فتشهق إليه النار شهقة البغلة إلى الشعير، وتزفر
زفرة لا يبقى أحد إلا خاف)[2]
والقرآن
الكريم يخبرنا بأن جهنم ـ لشوقها لأهلها ـ تدرك بما أعطاها الله من البصيرة أن
هناك من لا يزال خارجها، فلذلك تطالب بالمزيد، قال تعالى:﴿ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ
مَزِيدٍ﴾ (قّ:30)
[1] قال ابن
عباس: جلدة الرأس، انظر: الطبري: 29/76، ابن كثير: 4/422.
[2] ذكره ابن
جرير في تفسيره وقال ابن كثير: إسناده صحيح، انظر: الطبري: 18/187، ابن كثير:
3/312.