responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 19

وقد زعم بعضهم أن إسناد الخشوع إلى الحجارة جاء من باب المجاز، كما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله تعالى:﴿ فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ﴾ (الكهف: 77)

ولا حاجة إلى هذا كما ذكرنا، والنصوص الكثيرة التي أوردناها تدل على هذا.

الغضب:

ومن المشاعر التي ورد في النصوص الحديث عنها الغضب..

فقد أخبرنا القرآن الكريم أن جهنم ـ مثلا ـ ليست تنورا للعذاب لا عقل له، وإنما هي كائن ككينونة الإنسان لها عقل ووعي ومشاعر.

بل إن مصدر عذابها وشدته نابع من غضبها لله، فهي مغتاظة على الجاحدين، كما قال تعالى:﴿ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً﴾ (الفرقان:12)

وقد صور بعض السلف شدة هذه الزفرة النابعة من الغيظ بقوله:( إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خرَّ لوجهه، ترتعد فرائضه، حتى إن إبراهيم u ليجثو على ركبتيه، ويقول: رب لا أسألك اليوم إلا نفسي)[1]

ومثل زفير استقبالها لأهلها، يصورها القرآن الكريم بصورة الجلاد الحي الذي يتفنن في التعذيب، وهو مدرك ماذا يفعل ولماذا يفعل، قال تعالى:﴿ كَلَّا


[1] رواه عبد الرزاق.

اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست