العملاقة،
وآثار نفاياتها السامَّة على الأنهار والبحار، والحياة المائية، وعلى الغلاف
الجويِّ، وتسمُّم الهواء، لأفضى بنا الحديث إلى مجلدَّات من الحقائق المرَّة،
والمخاطِر الحقيقية التي تعاني منها الحياة، ويدفع ثمنها الباهظ الإنسان نفسُه،
بما نجم عنها من أمراض مزمنة وتشوُّهات خِلقية.
الانتفاع:
لقد
اقتضت حكمة الله تعالى أن يتيح لهذه المخلوقات التي تعمر الكون انتفاع بعضها ببعض
بحسب درجاتها المختلفة.
وكان
من رحمة الله المقترنة بحكمته أن أتاح للإنسان الانتفاع بكل ما في الأرض من منافع،
كما قال تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:29)
وفي
عالم الأنعام أخبر تعالى أنه خلق الأنعام لينتفع بها في الوجوه المشروعة، فقال
تعالى:﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ
وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ (النحل:5)، وقال تعالى:﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي
بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ﴾ (النحل:66)، وقال تعالى:﴿ وَاللَّهُ
جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ
الْأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ
إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً
إِلَى حِينٍ﴾ (النحل:80)، وقال تعالى:﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي
بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ (المؤمنون:21)، وقال تعالى:﴿ اللَّهُ
الَّذِي