فالآية
الكريمة تشير إلى أن عناصر البيئة - الحية
منها وغير الحية - تتفاعل وترتبط ببعضها في تناسق دقيق، يتيح لها أداء دورها بشكل
متوازن ومتكامل، بحيث تحافظ على وجودها دون أن تتسبَّب في خلخلة منظومة الحياة،
وتهدِّد سائر الأحياء.
وهي
تدل على أن أيَّ خلل في هذا النظام، يعني الخطر العام على الأحياء جميعا، وللتدليل
على ذلك نورد مثالا يتعلَّق بالنسيج الغابي، الذي عملت فيه يد الإنسان قطعا
واقتلاعا، لتلبية حاجاته ونهمه إلى الخشب في مساكنه وقصوره.
فإنَّ
تعرية البيئة الغابية، سيؤدي إلى اختفاء معظم الأشجار التي تعتمد عليها كثير من
الحيوانات، ملجأ وأوكارا، ومصدرا للغذاء.. وسيؤدي بالتالي إلى تعرِّي التربة
وتعرُّضها للانجراف، وما يعقب ذلك من عجز الأرض عن امتصاص الماء، وازدياد خطر
التصحُّر.. وسيؤدي ذلك إلى خلخلة دورة الأوكسيجين وثاني أوكسيد الكربون، باعتبار
الأشجار مصدرا بل مصنعا متجدِّدا للأوكسيجين، ومستهلكا لأوكسيد الكربون، ونقصان
الأشجار يزيد في درجة التلوُّث الهوائي.. وسيؤدي ذلك أخيرا إلى تقليل تبخُّر الماء
الناتج عن الأشجار، بسبب قطعها، فتصاب المنطقة بالجفاف وتقل الأمطار.
هذا
نموذج بسيط، وهيِّن من تصدُّع المنظومة البيئية بسبب الإنسان.
ولو
تعرَّضنا للآثار الخطيرة الناجمة عن الصناعات الكيماوية ومركَّباتها