تسابيح
الكون، يقول النورسي:( فلا تخيفنكم نعرات الزلازل وصيحات الحوادث، فهي ترنمات
الاذكار ونغمات التسبيحات، وتهاليل التضرعات)[1]
وفي
تعبير آخر جميل يصف النورسي بعض الأصوات التي تتلقفها أذن الإيمان بقوله:( لندع
عيوننا لتخلد الى شئ من الراحة، ونسلّم آذاننا للايمان بدلاً منها، ولنستمع من
الدنيا الى نغمات لذيذة.. فالاصوات التي كانت تتعالى في طريقنا السابقة [طريق
الإلحاد والغفلة ] وظنناها اصوات مآتم عامة ونعيات الموت.. هي أصوات أذكار في هذه
الطريق وتسابيح وحمد وشكر)[2]
فكل
ما نراه من حركات، وكل ما نسمعه من أصوات صدى من أصداء تسبيح الكون لله ( فترنمات
الرياح ورعدات الرعود ونغمات الامواج.. تسبيحات سامية جليلة وهزجات الامطار وسجعات
الاطيار.. تهاليل رحمة وعناية)[3]
والقلب
الواعي المؤمن تكون له الأذن التي تتلقف مثل هذه المعاني الرقيقة، التي يعبر عنها
اللسان بمختلف لهجاته ولغاته.
يقول
النورسي:( وهكذا تنطق الكائنات كلها معاً وتقول: أيها الانسان الغافل لا تحسبنا
جامدات! فالطيور تنطق، في تذوق نعمةٍ، أو نزول رحمةٍ فتزقزق باصوات عذبة، بافواه
دقيقة ترحاباً بنزول الرحمة المهداة. حقاً النعمة تنزل عليها، والشكر يديمها، وهي
تقول رمزاً: ايتها الكائنات! يا اخوتي! ما اطيب حالنا! ألا