العود
الذي بيده – ويقول:﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ)(الحديد: 16) قلت: بلى
والله! وكسرت العود، وصرفت من كان عندي، فكان هذا أول زهدي وتشميري.
ولهذا
كانوا الصالحون يجمعون مع تسبيحهم لله تسبيح الكائنات ليتقربوا بالجميع إلى الله،
قال أحدهم:( تباركت يا رب العالمين، يسبحك الليل والنهار، ويسبحك الثلج، ويسبحك
الرعد، ويسبحك المطر، ويسبحك الندى، وتسبح لك السماء، وتسبح لك الأرض، وتسبحك
النجوم، وتسبحك جنودك كلهم، تباركت أسماؤك المباركة المقدسة التي لك بهن نسبح
ونقدس ونهلل، لا إله إلا أنت)
* * *
أما
عن لغة التسبيح ـ التي قد تستهوي المجادلين ـ وقد يستهزئون إن سمعوا الصالحين
يرددون أبياتا عن تسبيح الكائنات، ويقولون:( ما علم هؤلاء بالعروض والقوافي)
فالجواب
عليه بأن لغة الروح المدركة للتسبيح واحدة، لكن التعبير عن هذه اللغة يختلف
باختلاف الألسن.
والله
تعالى
أخبر عن أقوال أنبيائه وغيرهم ـ مع عدم عربيتهم ـ بتلك البلاغة المعجزة، بل عبر عن
القول الواحد بصيغ مختلفة، وكان الكل كلامهم من حيث الحقيقة، وإن لم يكن عين
كلامهم من حيث اللفظ، فاللفظ مجرد مطية للمعاني.
وهكذا
تسبيح الكائنات، أو كلامها، فلا نتصور أن النملة أو الطير ينطق ما